التكامل الحسي والعلاج الوظيفي بقلم أخصائية العلاج الوظيفي أ/أسماء الوشاني


أخصائية العلاج الوظيفي
مركز رواء للتأهيل
مسقط / سلطنة عمان
1. ماهي نظرية التكامل الحسي؟
المعالجة الوظيفية د.جان آيرس هي أول من تحدث عن نظرية التكامل الحسي وعرفها بأنها نظرية تقدم إطارا مفيدا لفهم العديد من السلوكيات التي يبديها أطفال اضطراب طيف التوحد وغيرهم من الأطفال و البالغين من ذوي الإعاقة، كما تقدم هذه النظرية طرق لمعالجة هذه السلوكيات عن طريق أسلوب يسمى العلاج بالتكامل الحسي.
تعتبر هذه النظرية أن السلوكيات التي تصدر عن الطفل يمكن أن يكون سببها هو إضطراب في المعالجة الحسية ، على سبيل المثال إذا كان للطفل فرط في الإستجابة للمس الخفيف فقد يبدأ في البكاء عند إرتداء ملابسه و قد ينزع ملابسه في كل فرصة تتاح له ، هذا السلوك حسب نظرية التكامل الحسي هو طريقة لحماية نفسه من إزعاج ملمس أقمشة الملابس عندما تلامس جسمه. مثال آخر، الطفل الذي يقفز في كل مكان و زمان و يرفض الجلوس على الكرسي هو طفل يعاني من ضعف في الإستجابة للمثيرات الحسية. لقد عبر الطفل التوحدي ناوكيهي جاشيدا عن سلوك القفز في كتابه (السبب وراء قفزي) قائلا “عندما أقفز أستطيع أن أشعر أن أجزاء جسمي في حالة سليمة”. كما عبر فليشمان في مذكراته عن عدم القدرة على الجلوس قائلا “أنت لا تدري ماذا أشعر عندما لا أستطيع الجلوس لأن ساقاي يشعران أنهما في النار ، أو الإحساس بأن هناك المئات من النمل يزحف على ذراعي .. أريد شيئا لأخمد تلك النار”.

إذن ما نعتبره نحن سلوكا غير جيد أو سلوكا غريبا أو فرطا في الحركة يمكن فهمه على أنه سلوك دفاعي أو تكيفي من منظور أطفال التوحد. فحسب نظرية التكامل الحسي هم يحاولون الدفاع عن أنفسهم من المحيط الخارجي عندما يقومون بهذه السلوكيات.
السؤال الذي يجب طرحه هنا هو : لمذا يحس بعض أطفال التوحد بهذه الأحاسيس الغريبة أو المخيفة عند إرتداء ملابسهم أو عند الجلوس ؟
الإجابة هي : لأن هؤلاء الأطفال يعانون من إضطراب في التكامل الحسي أو ما يطلق عليه حديثا باضطراب المعالجة الحسية.

2. ماهو إضطراب المعالجة الحسية ؟
هو صعوبة في فهم و إدراك العالم من حولنا. هذا الإضطراب ينتج عندما يكون هناك خلل في عنصر من عناصر التكامل الحسي الخمسة.
عند الأشخاص الذين لا يعانون من إضطراب المعالجة الحسية يحدث التكامل الحسي عن طريق 5 عناصر و هي كالتالي :
1.التسجيل الحسي
2.التوجه
3.الترجمة
4.تنظيم الإستجابة
5.تنفيذ الإستجابة
لكن عند أطفال التوحد يحدث إضطراب المعالجة الحسية و يكون عندهم خلل في أحد هذه العناصر الخمسة. إذا كيف يمكن معالجة هذا الخلل للتقليل من السلوكيات الدفاعية الغير مرغوب فيها ؟ الإجابة : إستعمال تقنيات العلاج بالتكامل الحسي أو المعالجة الحسية
3. العلاج بالتكامل الحسي
يعتمد أخصائي العلاج الوظيفي على المعالجة الحسية للحد من السلوكيات الغير مرغوب فيها أو تحفيز سلوكيات مرغوب فيها.
مثال على سلوكيات غير مرغوب فيها : فرط الحركة / الحركات النمطية التكرارية كالرفرفة
مثال على سلوكيات مرغوب فيها : التواصل البصري / الاستجابة للتعليمات البسيطة
هذه السلوكيات هي مرتبطة بالأساس بقدرات و مهارات ينميها و يطورها أخصائي العلاج الوظيفي عند الطفل ، كما ترتبط هذه السلوكيات بالبيئة التي يعيش داخلها الطفل.
العوامل البيئية | المهارات | القدرات |
الأسرة / الدعم المجتمعي الفضاء / الدامج البيئة الفيزيائية المحيطة | مهارات العناية الذاتية كالأكل و إرتداء الملابس و إستخدام الحمام إلخ مهارات اللعب مثل إستخدام الألعاب و اللعب دون ألعاب مهارات العيش المجتمعي مثل إستخدام النقود و وسائل النقل العام و التسوق مهارات ما قبل المدرسة المهارات ما قبل المهنية و المهنية المهارات الإجتماعية مثل فهم مشاعر الآخرين أو الضحك على النكات | التوازن و ردود الأفعال المتعلقة بوضعية الجسم الشد العضلي و القوة العضلية إدراك الجسم القدرات الحركية الدقيقة و الكبيرة التخطيط و التناسق الحركي الإدراك البصري كتمييز الأشكال و الذاكرة البصرية التكامل البصري الحركي كنسخ الأشكال و نسخ تصاميم المكعبات الإستجابة للمثيرات الحسية و تمييز المدخلات الحسية الإنتباه و التركيز في حل المشكلات |
عن طريق نظرية التكامل الحسي يحلل أخصائي العلاج الوظيفي سلوكيات الطفل ثم يقدم الإستشارات في المجالات التالية :
– التعديلات التي يمكن القيام بها في البيئة المنزلية و المدرسية للتخفيف من السلوكيات الدفاعية
– برنامج منزلي للتدخل قائم على ألعاب و أنشطة بهدف تعديل الإستجابة الحسية
– جلسات المعالجة الحسية داخل الغرفة الحسية