التربية الرياضية المعدلة لذوي الإعاقة إعداد أ/محمد البنا أخصائي التربية الرياضية المعدلة


أخصائي التربية الرياضية المعدلة
مركز رواء للتأهيل
مسقط/سلطنة عمان
مقدمة :
للرياضة أهمية كبيرة في حياة الجميع فالإسلام حثنا على الاهتمام بأبنائنا ورعايتهم وتدريبهم وعلينا أن نعمل جميعا بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”ولم يحدد أبناء معينين بل كل الأبناء بدون استثناء.
ومن هنا يأتي دور الرياضة فقد كان الدكتور جوثمان من مؤيدي الفكرة القائلة ” إن باستطاعة الرياضة أن تساعد أصحاب الاعاقات على استعادة توازنهم الجسدي والمعنوي وتجعلهم يندمجون في المجتمع وتنمي قدرتهم البدنية والعقلية” وكان هذا أثناء الحرب العالمية الثانية
تعد الأنشطة الحركية من الأنشطة المحببة لمعظم الناس وبالأخص ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتنوعها يوفر مجالا واسعا ليشمل مختلف اتجاهات ورغبات الممارسين مما يشجعهم علي الاشتراك فيها ومزاولتها
ولما كان الطفل يحب اللعب بطبيعته ولما كان يكتسب من خلال هذا اللعب معارف وخبرات وتجارب فقد اتخذته التربية الحديثة كأسلوب لتربية وتعليم الأطفال ذوى الأحتياجات، وذلك لان الطفل وهو يلعب يشعر بلذة ورغبة في الاستمرار في اللعب، لذا فانه يعد من أهم الوسائل في تربية الجسم وتدريب الحواس وإكساب الخبرات العقلية والمهارات البدنية والقيم الخلقية بالنسبة لهم
حيث أصبح بالإمكان الآن لمعظم الأفراد المعاقين أن يمارسوا الأنشطة الرياضية المختلفة ولكن بشرط إن تكون أهدافهم واقعية تتناسب مع قدراتهم الحركية والبدنية مع مراعاة الاختلافات الفردية بينهم فالفروق بين العمر الزمني والقدرات ودرجة الحماس تساعد البعض على سرعة التعلم عن الأفراد الذين يعانون من إعاقات أكثر وأشد صعوبة والإحساس بالنجاح وبلوغ الهدف يتغلب ويتفوق على إعاقاتهم سواء كانت جسمانية أو ذهنية.
النظرة التاريخية
تعود أصول الرياضة عند الأشخاص المعوقين إلى أواخر القرن التاسع عشر ومنذ سنة 1888م . في عام 1920بدأ الاهتمام إلى إدخال البرامج والنظريات التعليمية الحديثة إلى الملاعب وصالات الألعاب بالنسبة لذوى الإعاقة كجزء مكمل للعلاج الطبي .وفى عام 1944في أثناء الحرب العالمية الثاني اتجهت انظار العالم عندما أصيب ملايين من الأفراد بإعاقات مختلفة نتيجة للحروب, وأصبح هناك ضرورة لتأهيل هؤلاء الأفراد وذلك حفاظاً عليهم بدنيا وعقليا وونفسيا واجتماعيا .
التعريف : التربية الرياضية المعدلة Adapted Physical Fducation
عبارة عن برنامج تطويري متنوع من الأنشطة ,والألعاب,والرياضات ,والإيقاعات التي تناسب رغبات وقدرات التلاميذ الذين لا يستطيعون و بنجاح الاشتراك بصورة آمنة وناجحة في أنشطة برامج التربية البدنية للعاديين..
أهداف التربية الرياضية المعدلة
تنمية المهارات الحركية ألأساسية لمواجهة متطلبات الحياة كالمشي والجري وتغيير الاتجاه وحفظ التوازن والتوافقات التي تساعده على المشاركة في أنشطة الحياة المعتادة . – تنمية التوافق العضلي العصبي وذلك باستخدام أجزاء الجسم السليمة لأداء النمط الحركي المناسب والنغمة العضلية للعضلات السليمة والاتزان لأجهزة الجسم الوظيفية.
– تنمية اللياقة البدنية الشاملة واللياقة المهنية بما يتناسب مع نوع الإعاقة وطبيعتها, وذلك لعودة الجسم إلى أقرب ما يكزن طبيعيا,وذلك بزيادة قدرته على العمل وكفاءته في مواجهة متطلبات الحياة .
– العمل على تقوية أجهزة الجسم الحيوية والاتزان لجميع أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز العصبي والعضلي والدوري التنفسي وغيرها من ألأجهزة .
– تصحيح ألانحرافات القوامية والحد منها,وعلاج بعض ألانحرافات التي توجد نتيجة ألإعاقة حتى تتاح لأجهزة الجسم الحيوية فرصة أداء وظائفها على كاملة .
– تنمية الإحساس بأجهزة الجسم المختلفة,والإحساس بالمكان, ومعرفة الحجم والمساحة التي يتحرك فيها الجسم وإمكانية حركته في البيئة المحيطة به .
– زيادة قدراته من الممارسة الترويحية واستغلال وقت الفراغ في أنشطة ترويحية تعود عليهم بالفائدة مما يساعد على اكتساب السلوك التعاوني وتنمية حب الجماعة وحب الوطن ورفع الروح المعنوية.
– تنمية قدرتة ال حركية فتساعد على زيادة الانتباه وحسن التصرف والتفكير .
– تنمية الاتجاهات السليمة نحو الشخصية السوية والحساسية الزائدة وزيادة الثقة بالنفس وبمن حوله وقدراته وتكيف نزاعاته وميوله بطريقة تعاونه على اكتساب المهارات . – الاعتماد على النفس في قضاء حاجاتهم المختلفة وعدم الاعتماد على الغير مع إمكانية العيش مستقلا معتمدا على ذاته .
الفرق بين التربية الرياضية الخاصة والعامة
تتطابق التربية البدنية الخاصة والعامة في الأهداف والأغراض السلوكية مع اختلاف ترتيب أولوياتها
التربية البدنية العامة :
تستند إلى عدة فرضيات من أهمها :
تمتع التلميذ بمفهوم ذات جيد وكفاءة اجتماعية معقولة
امتلاك التلميذ للسلوكيات الضرورية التي تساعده على الاشتراك في الألعاب وإتباع القوانين وتحقيق الأهداف المرجوة
سلامة المستقبلات الحسية والعمليات الإدراكية
قدرة التلميذ على تعميم ما يتعلمه في المدرسة من إتقان المهارات الحركية أو اكتسابه للياقة البدنية للاستفادة منها مدى الحياة
التربية البدنية الخاصة :
لا تفترض أي مما سبق
تكون الأهداف فردية ومبنية على نتائج القياس.
حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة تفوق بكثير أقرانهم العاديين.
تختلف مسئولية معلم التربية البدنية العامة عن معلم التربية البدنية الخاصة حيث تقتصر مسئولية الأول على ما يرتبط بالمنهج والدروس وطرق التدريس في المدرسة فقط,بينما تتعدى مسئولية الثاني لتشمل التنسيق مع الأفراد والمؤسسات الراعية لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
يختلف كل من معلمي التربية البدنية العامة والخاصة في إعدادهم الأكاديمي والمهني,حيث يقوم الأول بتنفيذ منهج مخطط من قبل جهات عليا,بينما يقوم الثاني بتخطيط المناهج المناسبة لتلاميذه على أساس فردي ثم يقوم بتنفيذها.

الختام
ولكي تتحقق فرص تنمية واكتساب العادات الصحية الإيجابية فيجب علي القائمين بالعمل في مجال تربية الطفل وبالتعاون معنا كأخصائين تربية رياضية محاولة إمداد الطفل بالخبرات التي توضح لهم أهمية الأسس الصحية وان يهيئ لهم الفرص لاكتساب هذه الخبرات، لكي نمكنهم من الحصول علي صحة أفضل وهنا تظهر أهمية النشاط الرياضي وخاصة السباحة في سن مبكر، حيث يتم توجيه الطفل نحو ممارسة العادات الصحية والتعود عليها، ونؤكد علي أهمية النواحي الصحية والعادات الايجابية عند ممارسة السباحة، وما يجب إتباعه من ناحية النظافة العامة وأخذ الدش (الاستحمام) قبل وبعد ممارسة السباحة بالماء والصابون، وكذلك الاهتمام بتجفيف الجسم، وارتداء الملابس ونظافتها، وخصوصا المايوه والمنشفة، وهذا بالتبعية يؤدي إلي اكتساب العادات الصحية الايجابية والتعود عليها


وقد كان لمركز رواء للتأهيل ش.م.م الريادة فى الاهتمام بمجال التربية الرياضية لذوي الإعاقة إضافة إلي التطور والتنوع المستمر في تطبيق وإستخدام مجالات التربية الرياضية المعدلة مثل أنشطة تعليم السباحة والعلاج المائى والتدريب على الفروسية والعلاج بالحصان بالتعاون مع جميع الاختصاصات